مشروع امتداد تفريعة البلاح ,المعروف إعلاميا بـ"قناة السويس الجديدة"
كتب:
Mohammed Abd En-nasser
نشرت ملاحظة عن مشروع امتداد تفريعة البلاح الذي تم تنفيذه هذا العام، وعُرف إعلاميا بـ"قناة السويس الجديدة"، وقلت إنه لا يوجد شيء اسمه "قناةالسويس الجديدة"، وإنه مجرد مصطلح دعائي ، ولا يعبر فعلا عن الواقع..
وقد جاءتني الكثير من الملاحظات على هذا الكلام من الأصدقاء وغير الأصدقاء.. سأرد عليها الآن، وهي تتلخص في ثلاث نقاط:
..
1. قالت بعض التعليقات إن التفريعة المشار إليها في اسمها "البلاح" وليس الملاح، وهي جزء من المشروع وليست كل المشروع.
- والرد: هذا صحيح فعلا، اسمها فعلا "البلاح"، وأشكر من راجعني، وقد كتبتها الملاح اعتمادا على تقارير صحفية غير دقيقة (قمت بالتعديل منذ قليل)..
أما كون المشروع غير مرتبط بها، وهو قناة سويس جديدة لا علاقة لها بتفريعة البلاح فهذا هو غير الصحيح..
المشروع هو امتداد لتفريعة البلاح لربطها بشمال بحيرة المرة الكبرى، على بعد 35 كيلو من جنوب التفريعة المحفورة سنة 1955، ويتضمن المشروع حسب الخطة تعميق الجزء القديم أيضا.
الغرض من الازدواج هو استيعاب عدد سفن أكبر في وقت أقل، لأن السفن تعبر قناة السويس في شكل قوافل، بحيث تسير مجموعة سفن في وقت واحد بسرعة ثابتة وبينها مسافات ثابتة، وبعد أن تعبر المجرى يعبر غيرها.. وهكذا..
المشروع لن يؤدي إلى عبور سفن أضخم من التي تعبر حاليا في قناة السويس.. ولكن سيؤدي إلى سرعة عبور السفن التي يمكنها العبور حاليا من القنال، وبالتالي تستوعب حركة ملاحة أسرع (هذا بفرض أن هناك احتياجا فعليا لذلك).
..
2. قالت بعض التعليقات إن التفريعة أطول مما هو ظاهر في الصورة المنشورة بكثير، وهي تساوي ثلث قناة السويس وهذا لا يظهر على الرسم.
- والرد: هذا غير صحيح بالمرة، قناة السويس طولها 193 كيلو متر، وامتداد تفريعة البلاح -المعروفة إعلاميا بقناة السويس الجديدة- طولها 35 كيلومتر.. هل هذا الثلث؟!
الحقيقة أن مشاريع ازدواج قناة السويس ليست جديدة، هناك أربع تفريعات قديمة محفورة في القناة بالفعل، لا أحد جرأ على تسمية أي منها بقناة السويس الجديدة قبل ذلك، على الرغم من أن إحداها أطول من التفريعة الجديدة!
والتفريعات القديمة هي:
تفريعة بورسعيد بطول 36,5 كم تقريباً وتم حفرها عام 1980.
تفريعة البلاح بطول 9 كم تقريبا وتم حفرها عام 1955.
تفريعة التمساح بطول 5 كم تقريبا وتم حفرها عام 1980.
تفريعة الدفرسوار والبحيرات المرة بطول 27,5 كم تقريبا وتم حفرها عام 1980.
أما التفريعة الجديدة فهي امتداد لتفريعة البلاح لوصلها بشمال بحيرة المرة الكبرى بطول 35 كم.. لا شيء أكثر من ذلك.
..
3. بعض التعليقات شككت في الصور، وبعضها نشر صورًا أخرى تظهر الفرق الذي حدث خلال العام الماضي..
والصور التي تظهر الفرق صحيحة بالفعل، لكنها لا تتعارض مع صحة نسبة التفريعة الجديدة إلى القنال، فبعض هذه الصورة تظهر بداية ونهاية التفريعة الجديدة فقط (صورة 2)، ولا تظهر كامل صورة القنال، ويوحي منظر البحيرة المرة في جنوب الصورة بأنه خليج السويس، فيتصور البعض بخلاف الواقع أن التفريعة الجديدة تسير على طول قناة السويس كلها.. لكن الحقيقة هي أنها فقط امتداد لتفريعة البلاح، تصل جنوبها بشمال البحيرة المرة.. ولا توازي قناة السويس كلها.
تعليقات أخرى تجاوزت ذلك إلى رسم مجرى تصحيحي باللون الأخضر (صورة 3)، لكي تقول إن ما تم حفره أكبر بكثير مما أشارت له الصورة التي نشرتها (صورة 1)، وهذا المجرى المرسوم باللون الأخضر هو من وحي خيال من رسمه، لا يوجد في الواقع، وليس جزءًا من أي خطط نفذها أو استهدفها المشروع الحقيقي.
..
- كيف نعرف ما تم تنفيذه بالفعل؟
من خلال صور الأقمار الصناعية.. ولا يُعتمد في ذلك على صورة الأقمار الصناعية بموقع Google لأنها قديمة ولم يتم تحديثها منذ مدة طويلة، لكن يُعتمد على صور موقع بيانات الأرض التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا Earthdata.nasa.gov، وهذا الموقع فيه صور يومية من الأقمار الصناعية لكوكب الأرض، ويمكننا أن نرصد فيه التغير اليومي في طوبوغرافيا الأماكن المختلفة..
لو اخترنا صورة يوم 16 يونيو 2014 لمنطقة القنال، فسنلاحظ الشكل قبل حفر التفريعة الجديدة (صورة 4)..
(يمكن مراجعة الأصل من خلال هذا الرابط: https://goo.gl/9YAZgM)
والآن ننظر إلى التحديث بعد عام واحد، يوم 16 يونيو 2015 (تم اختيار هذا اليوم بالتحديد لوضوح الصورة وقلة الغيوم)، وسنلاحظ الشكل بعد حفر التفريعة (صورة 5)..
(يمكن مراجعة الأصل من خلال هذا الرابط: https://goo.gl/rsn7N3)
..
والآن.. هل كانت المقارنة التي عقدناها بالأمس بين مشروع امتداد تفريعة البلاح وبين قناة السويس ظالمة؟
تعالوا ننظر إلى (صورة 6) التي تعقد مقارنة على صورة القمر الصناعي بين التفريعة الجديدة وبين مجرى القناة، ونقارن بينها وبين (صورة رقم 1) التي نشرناها بالأمس.. أعتقد بالفعل أن الصورة رقم 1 ليست دقيقة تماما، ربما لأنها مأخوذة من صورة قمر صناعي لا تظهر المجرى الجديد، لكننا بالنظر إلى صورة رقم 6، نعرف أيضا أنها لم تخطئ كثيرا..!
صورة 1: المقارنة بين قناة السويس وبين مشروع امتداد تفريعة الملاح، الصورة ليست دقيقة جدا، وهناك فرق بينها وبين الشكل الواقعي في الصورة رقم 6.
صورة رقم 2: صورة تتداولها بعض الصفحات للجزء الذي تم حفره وطوله 35 كيلو متر.. وهي صورة حقيقية.. لكنها لا توضح أن المسطح المائي بالأسفل هو البحيرة المرة وليس خليج السويس، وأن شمال الصورة مباشرةً ليس البحر المتوسط، فهي لا تسير بطول قناة السويس كلها، وإنما فقط جزء محدود في جنوب القنال.
صورة رقم 3: تعديل اقترحه أحد المعلقين بقصد الإشارة إلى أن الجزء الأخضر هو ما تم حفره.. وهذا غير صحيح ولا مطابق للواقع كما وضحنا.
صورة رقم 4: صورة الأقمار الصناعية من وكالة ناسا لمنطقة القنال يوم 16 يونيو 2014.
المصدر: https://goo.gl/9YAZgM
صورة رقم 5: صورة الأقمار الصناعية من وكالة ناسا لمنطقة القنال يوم 16 يونيو 2015.
المصدر: https://goo.gl/rsn7N3
صورة رقم 6: المقارنة الحقيقية بين الجزء الذي تم حفره ومجرى قناة السويس.
2 تعليقات
الصور مش موجوده
ردحذفمن فضلك اعيد نشر الصور لأنها مش موجوده
شكرا عالتنبيه
حذفتم تحديث الصور