هل العملات الرقمية حلال أم حرام؟

 هل العملات الرقمية حلال أم حرام؟

الموضوع اليوم سوف نوضح فيه باختصار مفهوم العملات الرقمية .. من وجهة نظر "نتاوي"

العالم اللي احنا عايشين فيه ده كل يوم بتظهر فيه مشاكل جديدة.. المشاكل دي بيقابلها ناس بتبتكر حلول ليها.. الحلول دي عشان تتنفذ محتاجة تمويل للأبحاث والتطوير والتنفيذ.

العملات الرقمية بدأت مع البتكوين. المشكلة اللي البتكوين حلها هي مركزية المعاملات المالية.. يعني في جهات معينة هي اللي بتتحكم لواحدها في تدفق الأموال حول العالم.. ده معناه رسوم عالية، تأخير لأيام في عمليات التحويل، بيروقراطية البنوك وفرض شروطها على المستخدمين وغيرها من المشاكل.. واللي اتعامل مع بنوك في تحويلات خارجية ولا حتى مع ويسترن يونيون أو موني جرام عارف كلامي ده..

البتكوين قالك شوف انت دلوقتي تقدر تفتح موبايلك ولو معاك 100 مليار دولار تقدر تحولهم لأي شخص في أي مكان حول العالم في دقايق وتدفع رسوم كام دولار في المقابل.

كان عندنا مشكلة كبيرة.. ابتكار البتكوين حلها..

المشكلة الرئيسية في البتكوين من ناحية الدين هي "الجهالة" وده معناه إن صانع العملة مجهول وإنها عملة افتراضية مفيش وجود مادي لها، وبالتالي العملة خالفت شرط من شروط الحِل. الأمر ده رد عليه فريق من العلماء بقول إن الأمر ده يَبطل بقاعدة إن العملة "كل ما اصطلح عليه الناس وتعاملوا به" وده رأي لشيخ الإسلام "ابن تيمية":

"نبه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن النقود لا يعرف لها حدّ، وإنما تعود لتعامل الناس واصطلاحهم العرفي،".

خلصنا من البتكوين ومش هناقش كتير في حكمه لأنه أصلا مش موضوعنا.. سعر البتكوين النهاردة وصل 50 ألف دولار.. مفيش حد هيدخل يشتري منه، لكن بما إنه كان بداية السوق كان لازم نتكلم عنه.

بعد ظهور البتكوين ظهرت مشاكل تانية في السوق بشكل عام وفي البتكوين نفسه بشكل خاص، ده أدى لظهور مشاريع تانية زي شبكة الإيثريوم وشبكة الريبل وغيرها من المشاريع اللي بتحاول تحل المشاكل دي.

بعد الإيثريوم اللي هو أقوى عملة بعد البتكوين ظهرت مشاكل فيه بردو زي رسومه العالية، حاجته للتعدين واستهلاك الطاقة وسحب الهاردوير من السوق وهكذا.. عشان كدة ظهرت مشاريع مش بتحتاج تعدين وإنما بتعتمد على حاجة اسمها إثبات الحصة.. حد فاهم أنا بحاول أوصل لإيه؟

العملات الرقمية مش مجرد حاجة اتعملت عشان الفلوس وخلاص.. العملات الرقمية اتعملت كوسيلة تمويل مشاريع لحل مشاكل احنا بنواجهها كل يوم، مشاكل في تحويل الأموال، تخزين البيانات، تطوير الجيل الجديد من الويب WEB 3.0، العقود الذكية وتسجيل الملكية وغيرها من الأمور.


إيه اللي بيحصل بقى في موضوع العملات الرقمية ده؟

زي ما قولت.. عندنا مشكلة.. مجموعة أشخاص معروفين بيجتمعوا وبيبتكروا حل للمشكلة.. بعد كدة بيبدأو يعرضوا الأفكار دي على هيئة مشروع ويطرحوا عدد معين من العملات الخاصة بالمشروع.

قيمة العملة بترتبط بقيمة المشروع ونجاحه.. المشروع نجح وحقق تطور كبير سعر العملة بيرتفع.. المشروع فشل العملة هتفقد قيمتها زي أي مشروع طبيعي.


استخدام لفظ "عملة" في مصطلح العملات الرقمية مش دقيق 100%، لأن العملات الرقمية دي قيمتها بتتحدد قياسا على العملات الحقيقية زي الدولار، اليورو وهكذا.. فنقدر نعتبرها حاجة سلعة، سهم أو أيا كان.. ولا يوجد فتوى تحرم شراء سهم في شركة أو مشروع ما دام مش بيشتغل في أي حاجة محرّمة زي القروض، القمار أو أي شيء يخالف الشرع.

وبالتالي:

العملات الرقمية هي صورة أقرب لأسهم تصدرها الشركات.

العملات الرقمية لا تضمن الربح، ولا تحدد نسب ثابتة للربح.

العملات الرقمية هي استثمار يشارك فيه المستثمر صاحب المشروع في الربح والخسارة.

العملات الرقمية تصدرها شركات مسجلة بشكل قانوني في دول مختلفة حول العالم.

العملات الرقمية تساعد على تطوير المجتمع البشري ومساعدته على حل مشاكله اليومية.

أغلب العملات الرقمية يتم تداولها على منصات مقننة ومعترف به في دول كثيرة حول العالم وتُفرض عليها الضرائب.

منصات التداول تفرض على المستخدمين إثبات هويتهم لمنع غسيل الأموال وتتبع استخدام الأموال في الأمور المشبوهة.

العملات الرقمية تُفرض عليها زكاة المال كما أفتى الشيخ محمد صالح المنجد وغيره.


أخيرا الموضوع ده مش فتوى ولا رأي ديني لأن ده مش تخصصي.. الموضوع ده توضيح فقط لفكرة العملات الرقمية وإزالة اللغط اللي موجود عند ناس كتير بسبب فتاوى خرجت توافقا مع توجهات معينة، أو فتاوى خرجت عن جهل بفكرة العملات الرقمية.

الصورة من ندوة العملات الرقمية المُشفَّرة اللي عقدها مجمع الفقه الإسلامي الدولي وصدر بياناها الختامي يوم 8 نوفمبر 2021 بالحاجة إلى مزيد من البحث والدراسات للقضايا المؤثِّرة في حكم الشرع في العملات الرقمية المُشفَّرة دون إصدار أي حكم.

رابط البيان الختامي

https://iifa-aifi.org/ar/28224.html

فتوى الشيخ محمد صالح المنجد

https://youtu.be/5V1Ms7HroUY




إرسال تعليق

0 تعليقات