السم في عسل هبتا
Ahmed El-Genediy
على شاكلة مدرسة المشاغبين; فيلم هيبتا عمل فنى ناجح, يتهافت الناس على مشاهدته, دون أن يدروا أنه يضر بقيم مجتمعهم على المدى البعيد. فيلم على عكس أفلام السبكى وغيره التى تمتلئ بالمشاهد الهابطة, فيلم هيبتا محترم جدا, ليس فيه مشهد خارج, برغم أن فيه مواقف كان يمكن توظيفها بطريقة ’سُبكَويَّة’. يعنى الفيلم كده يعتبر مناسب لكل الشباب والشابات كمان ممكن إصطحاب الأطفال. وهذا ما حدث بالفعل. طوابير من الشباب والأطفال من أول أسبوع فى السينما. ولكن دعونا نتأمل ما هي القيم التى يوصلها الفيلم لهذا الكم من المشاهدين:
·· الطفل فى المدرسة الإبتدائية له زميلة, يحبها وتحبه, ويغار عليها اذا رآها تلعب مع أى طفل غيره.
·· الشابة فى المرحلة الثانوية لها صديق, تصارحه ويصارحها بحبه, وتذهب لزيارته بالمستشفى كل يوم دون علم أهلها وتجلس معه فى غرفته الخاصة, على سرير المستشفى لتواسيه فى محنته, وعندما تمنعها والدتها من الذهاب يشعر المشاهد أن والدتها رجعية!
·· المرأة فى مرحلة ما بعد الدراسة تقابل شخص غريب على سطح عمارتها, وهى بالنسبة له حلم حياته الذى كان يبحث عنه, ولكى تثبت له أنها حقيقة مش حلم تعطيه ’حضن’! عادى! (مع إنه مش إن بابليك, وكمان فيه فيلينجز )
·· وبعد ما بيتأكد إنها حقيقة وتختفى منه كام يوم تجيله بيته وتبيت معاه فى سريره. بس الحق يقال مافيش مشهد خارج!
·· المرأه تلبس الحجاب لأنها فى فترة التخبط الفكرى, فبتعمل أى حاجة زى الناس ما بتعمل, ولكن لما بتنضج فكرياً وبتعرف الدنيا صح وبتعرف هي عاوزه إيه بتقلع الحجاب!
·· الرجل لما بيقابل المرأه اللى بيدور عليها فى تجمع مع أصدقاء بيغازلها على طول ويديها نمرة تليفونه مع العلم إنها جاية مع شخص المفروض إنها مرتبطة بيه. يعنى مش كفاية إننا نصاحب, لا كمان نخطف صاحبات بعض!
·· الإنتحار ده ظاهرة طبيعية فى المجتمع. البطل بيقابل البطلة على سطوح العمارة وهو بيحاول الإنتحار. وأم الولد الصغير انتحرت علشان جوزها بيخونها. والبنت اللى قلعت الحجاب حاولت الإنتحار فى مرحلة ما فى حياتها. عادى! حد تانى عاوز ينتحر؟
مش عارف فيه قيم إيه تانية لم تهدم؟ إزاى كل القيم دى المشاهد يخرج وهو مش حاسس إن فيه حاجة غلط؟ إيه الإعجاز ده؟ أكيد إعجاز إنك تغير مفاهيم الناس من غير ما يحسوا. الناس خارجه من الفيلم سعيدة ومش حاسه أن فيه أى حاجه غلط! الفيلم عرض أربع قصص متفرقة وتركك طول الفيلم تحاول التربيط بينهم, وشعرت بالسعادة عندما فهمت الحبكة الدرامية فى نهاية الفيلم, فلم تنتبه الى المفاهيم المغلوطة.
ولما تشوف كم الشباب والأطفال اللى واقفين طوابير علشان يدخلوا الفيلم, تعرف حجم المأساه. إزاى فيلم يشتهر من أول اسبوع؟ دي مدرسة المشاغبين استغرقت فترة طويلة لتنتشر بين الناس, ولكن هيبتا وُلِدَ مشهوراً, طوابير على السينمات من أول أسبوع! ليه؟ فيه إيه وراه؟
ضرورى تكون فاهم النقاط دى وتفهمها لغيرك. اللهم قد بلغت, اللهم فاشهد.
0 تعليقات