أهمية وتأثير التربية الموسيقية على الأطفال في المدارس

أهمية وتأثير التربية الموسيقية على الأطفال في المدارس



إعداد
الدكتورة ريهام توفيق نجم الصالح
دائرة الأنشطة  التوعية الطلابية
وزارة التربية والتعليم
سلطنة عمان

 




  

    



مقدمة:
هناك علاقة وثيقة بين التربية و الموسيقى ٬فكلاهما يعتمد على الآخر ٬ حيث تعتمد التربية على الموسيقى في بناء شخصية الطفل الذي سينمو ويصبح شابا له قيمته و أثره في المجتمع ٬ أما عن الموسيقى فتحتاج إلى التربية وأساليبها بالإضافة لمفاهيمها في التعليم لنشر التذوق الموسيقى والوصول لإمكان تحقيق الإبداع الفني لذوى المواهب في هذا المجال .
ولو القينا النظر على التاريخ قديما ؛ من اليونان القديمة وأفلاطون مرورا بالحضارة الأوروبية وعصر النهضة بالإضافة للقرنين الثامن عشر و التاسع عشر لرأينا أن الموسيقى كانت مظهرا من مظاهر الرقى و الثقافة. كما حظيت الموسيقى باهتمام بالغ ٬ نظرا لأثرها في تكوين الشخصية المتزنة المتناسقة ٬ وأيضا في تنمية ملكة الخلق و الابتكار 
وهكذا نرى أن الموسيقى على مر العصور القديمة والوسطى والحديثة كانت لها مكانتها كأداة ووسيلة من وسائل التربية٬ وكان ينظر إليها نظرة دقيقه في تربية النشء . ولا ننس ألحكمه اليونانية القائلة "التربية الرياضية لتربية الجسم٬ والموسيقى لرياضة الروح"

  

أهمية التربية الموسيقية
تتحف هذه الأهمية من خلال وظيفتين الأولى تربويه والأحرى فنيه:
أولا: أهميه تربويه:
1.   الاهتمام بتكامل نمو الطفل جسميا ونفسيا وعاطفيا وعقليا واجتماعيا حتى تعده للحياة فى مجتمعه وبيئته كمواطن صالح٬ فيتذوق ويقدر الموسيقى الجيدة ويشعر بالناحية الجمالية فيها ويتأثر بها .
2.   خدمة باقي المواد الدراسية.
3.   تحبيب الطالب في البيئة المدرسية وتجذه إليها .
4.   تنميه الوعي الاجتماعي و القومي والديني في نفس الطالب .

   


5- بث روح التعاون بين الطلاب٬ والشعور بقيمة العمل الجماعي وبأهمية دور الفرد في الجماعة وأهميه الجماعة بالنسبة للفرد .
6- تعريف أبنائنا بأهمية قوميتنا العربية كأمة واحده عن طريق تقديم التراث الشعبي لكل دوله من الدول العربية .
7- تعريفهم بالعالم الخارجي٬ عن طريق تقديم مقتطفات من الموسيقى العالمية بما يناسب مداركهم
8- تهيئة الفرص للطلاب للتعبير عن النفس تعبيرا حرا يعبر عن قدراتهم ٬ ويصرف طاقتهم الحيوية الكبيرة عن طريق الألعاب الموسيقية  والقصص والأناشيد والاشتراك في النشاط الموسيقى .
9- استغلال الموسيقى كهواية مفضله تعين الفرد على ممارستها في أوقات الفراغ كمستمع أو عازف أو مبدع .

ثانياً: أهميه فنيه :
1 – تنمية الإدراك الحسي وخاصة الانتباه عند الطفل منذ نشىته الأولى في حياته المدرسية عن طريق الإيقاع والنغم.
2 – تربية الحاسة السمعية لإدراك العناصر الموسيقية وتنمية الذوق الموسيقى السليم .
3 – إيجاد الجو المناسب لتربية الإدراك السمعي لدى التلاميذ والتدرج بهم إلى مستوى التذوق الموسيقى المبنى على الفهم والإدراك .
4 – تعريف الطفل بعناصر اللغة الموسيقية قراءة وكتابه بصوره مبسطة.
5-غرس عادات سلوكيه سليمة للاستماع عند الطفل .
6- رفع مستوى الوعي الفني الموسيقي.
7- الكشف عن ذوى الاستعداد والمواهب الموسيقية في سن مبكرة والعناية بهم وتوجيههم موسيقياً.




الأهداف ألعامه لنشاط الموسيقي:
1-  أن تكون الموسيقي مصدراً يحبب المتعلم في المدرسة.
2-  أن تعين الموسيقي على استيعاب باقي المواد الدراسية.
3-  أن تنمى الموسيقي الوعي الاجتماعي والقومي والديني من خلال الغناء واللعب والتوقيع.
4-  أن تبث الموسيقى روح التعاون والتكامل والشعور بقيمة العمل الجماعي وقيمة وأهميه الفرد للجماعة وأهمية الجماعة للفرد.
5-  تحقيق التفاهم العالمي عن طريق تذوق التلاميذ لموسيقي الشعوب الأخرى


الأهداف الخاصة لنشاط المهارات الموسيقية :
6 – تنمية الإدراك الحسي عند المتعلم .
7 – تنمية حاسة إدراك العناصر الموسيقية وتنمية التذوق الموسيقي .
8- خلق الجو الذي يتدرج بالتلميذ إلي مستوى التذوق الموسيقي عن فهم وإدراك .
9- تعريف التلميذ بعناصر اللغة الموسيقية قراءة وكتابة .
10 – غرس عادات سلوكيه للاستماع .
11- الارتفاع بمستوى الوعي الموسيقى .
12- اكتشاف المواهب لرعايتها وتوجيهها .


دور معلم الموسيقي في نشاط المهارات الموسيقية :
إن معلم نشاط المهارات الموسيقية تقع على عاتقه أمانة تربية النشء
 حيث يجب عليه أن يكون واعياً تماماً للعمل الكبير الذي يسهم فيه بجهده حثي يتم تحقيقه عن إيمان صادق٬ فيتحتم عليه أن يهيئ للطفل أقصى ما يستطيع من الوسائل المساعدة في توجيه شخصية الطفل ونفسيته حتى يهبه حياة سعيدة . وبهذا يكون طفل المستقبل أسعد حظا من هؤلاء الأطفال الذين لم ينالوا أي قسط من الموسيقى .


دور المدرسة والمعلم في رعاية ميول الأطفال في المدارس:

يعتبر الطفل في هذه المرحلة من الحبة التي تبذر في الأرض تتوقف جودة ثمارها على مقدار الاعتناء بها أثناء نموها٬
حيث إن التنشئة الأولى هي العامل الآساسى لتحديد شخصية الطفل٬ والمسئول عن التنشئة الأولى هو المدرسة والمعلم٬ إنهم مسئولون  مسئولية كاملة عن هذه التنشئة من الناحية التربوية  .
وبدأت أسس التربية القديمة تتغير بعد اعتقادها الخاطئ بأن وظيفة المدرسة هي مجرد تخريج أفراد ذوى الذهان صحيحة فقط ٬ ولا تعترف ببناء شخصية الفرد .ولكن بدأ هذا التغيير في أواخر القرن الثامن عشر٬ حيث بدأ تظهر بشائر التربية الطبيعية. حيث نادت بأخذ الطفل بما لا يلاءم طباعه حيث منحته اكبر قد من الحرية لمساعدته في الاستجابة لما يحيط  به من مؤثرات الطبيعة٬ وكان زعيم هذه الحركة "جان جاك روسو" أما في القرن التاسع عشر فقد ظهرت للتربية حركة جديدة تضع الحالة النفسية للإنسان في مقدمة ما يجب الاهتمام به في التخطيط التربوي٬ ومن هنا سارت التربية وعلم النفس جنبا إلي جنب٬ وتعددت فروع علم النفس التربوي وكان أهمها "علم نفس الطفل"  
 ومن أهم أهدافه  العناية بالطفل وإعطاؤه فرصة للنمو الوجداني الكامل والاهتمام بنشأته العقلية مع دراسة غرائزه وميوله الفطرية٬ وبذل مجهود اكبر في المرحلة الأولى من التعليم بتطوير طرق التعليم٬ وتهذيب المناهج وتهيئة الجو المناسب في المدرسة حتى تتناسب مع عقلية الطفل.
ومن هنا فيجب علينا اتخاذ أفضل الطرق في تعليم الموسيقى وهى الطرق الجديدة العملية وليس مجرد معلومات نظرية٬ ومن هنا فيجب علينا اتخاذ أفضل الطرق في تعليم الموسيقى وهى الطرق الجديدة العملية وليس مجرد معلومات نظرية٬ ونما لابد من الاعتماد على الألعاب الموسيقية٬ وخاصة في المرحلة الأولى ٬ وذلك تماشيا مع طبيعة الطفل مع إضافة القصص الحركية التي توسع مداركه والأغاني والأناشيد التي تستغل في تجسيد المعاني وإبراز النواحي التربوية من النصوص الموضوعة٬ بالإضافة إلى تشجيع العزف على الآلات  والتأليف والابتكار وذلك لتنمية الموهبة٬ وعدم الحد من الانطلاقة في سماء الإبداع الفني.




دور معلم الموسيقي في التربية الموسيقية:
تقع على عاتق المعلم مسئولية كبيرة في تربية النشء ومنطلقا من هذه الرسالة السامية٬ حيث يجب عليه أن واعياً تماما للعمل الكبير الذي يسهم فيه بجده



حتى يتم تحقيقه عن إيمان صادق ومن هنا يجب عليه أن  يهىء للطفل أقصى ما يستطيع بتوفير ما يستطيع من الوسائل المساعدة في توجيه شخصيته ونفسيته حتى يصل إلى ما يتمناه٬ ومن هنا يصبح طفل المستقبل أحسن حظاً من الأطفال الذين لم ينالوا أي قسط من التربية الموسيقية .


أسس نجاح العملية التدريسية:
ولكي تصل عملية التدريس للأطفال إلى غايتها المرجوة٬ فلابد أن يتوفر لها عناصر معينة لإنجاحها وتنحصر في:
أولا: وجود العدد الكافي من المدرسين الذين يجب أن يكونوا متخصصين في المادة وأصولها مع الاتصاف بالصبر والمثارة والحماس والقدرة على التعامل مع التلاميذ وبخاصة الأطفال ٬ ومع الاهتمام بكل جديد في مجال المادة التي يدرسونها .
ثانياً: تصنيف التلاميذ إلى مستويات مختلفة حسب الفروق الفردية ,
ثالثا: منهج هادف تتحدد فيه الأهداف التربوية المنشودة ومع تطبيق التطبيق العملي٬ والعمل على ربط المادة التعليمية بالواقع البعيد عن التجريد المطلق .
رابعاً: توافر الأدوات والآلات اللازمة عن للدراسة العملية.


الموسيقى وتربية الأطفال:
من الجميل حين يبدأ الطفل في التعلم أن نبدأ بتعليم الموسيقى والفنون٬ وهذا لما قاله أفلاطون "إنه حين يسلم الإنسان نفسه للموسيقى ويثابرن على ذلك منذ طفولته٬ فإن الموسيقى تذيب ما فيه من غضب ونزق ونجعله أنسانا حلو الشمائل".
العقبات التي تعوق تحقيق أهداف نشاط المهارات الموسيقية.




نظرة المجتمع للموسيقى:

1-  عدم اقتناع أولياء أمور التلاميذ وأيضا بعض المشتغلين بالتربية بتأثير الموسيقى كأداة للتربية مثلها مثل بقية العلوم٬ وبأن انشغال الطفل بالأعمال الفنية لا يعتبر اقتطاعا من الوقت المخصص للتعليم وإنما هو مساعدة على التعليم .
2-  عدم اهتمام المسئولين في الدولة بشكل كبير بالنواحي الفنية.
3-  القصور في برامج الموسيقى التربوية السلمية للأطفال في وسائل الإعلام المختلفة كالإذاعة والتلفزيون.
4-   عدم وجود أي توعية موسيقية بالنسبة لطفل الريف والأقاليم .




كيفية تدريس الموسيقى بالمدارس:
1-  النقص الشديد في عدد مدرسين التربية الموسيقية . حيث إن العدد الموجود لا يغطى احتياجات المدارس.
2-  اختيار معلمين موسيقى لا تتواجد فيهم الكفاءة للقيام بهذا العمل.
3-  عدم كفاية حصص التربية الموسيقية المقررة . حيث إن حصة واحدة لا تكفى بأي حال من الأحوال لمتابعة التربية الموسيقية.
4-  اختيار أوقات غير مناسبة لممارسة النشاط من عدم كفاية الوقت مع اختيار أوقات ينفر منها الطلبة.
5-  النظر للموسيقى أنها ثانوية في المدارس٬ وليست أساسية ولا يهتم بها لتقديم الحفلات البدائية داخل المدارس.
6-  النقص الشديد في الآلات الموسيقية اللازمة للعزف الفردي والجماعي.
7-  عدم الاهتمام بشكل خاص بالمواهب المتميزة.




الحلول لتحسين التربية الموسيقية في المدارس:

1-  زيادة المعلمين المؤهلين تأهيلا موسيقيا عالياً.
2-  إجراء عمليات تدريب مستمرة للمعلمين القائمين لاطلاعه على كل جديد وما يستجد من جديد فى علوم الموسيقى.
3-  وجود إشراف فعال على المعلمين لضمان قيامهم بالمهمة على الوجه المطلوب مع وجود حوافز للمتفوقين منهم.
4-  زيادة حصص الموسيقى في المدارس مع زيادة الوقت اللازم للتدريب العملي للموهيين مثل زيادة الوقت المعد لحصة النشاط مع وضعها يومين في الأسبوع لعدم كفاية مرة واحدة.
5-  توفير الأماكن الصالحة للتدريب الموسيقى مع توفير الآلات الموسيقية اللازمة.
6-  القيام بالتوعية اللازمة لأهمية الموسيقى من خلال البرامج في وسائل الإعلام والمحاضرات والإكثار من البرامج الموسيقية للأطفال تحت إشراف موسيقيين تربويين متخصصين.
7-  إذاعة حفلات المدارس الموسيقية بالتوالي في أجهزة وسائل الإعلام.





المراجع العربية:
1-  أميمه أمين٬ إكرام مطر: الطرق الخاصة في التربية الموسيقية – الجهاز المركزي للكتب الموسيقية والجامعية- القاهرة 1967م .
2-  سعد جلال: علم النفس – دار المعارف – القاهرة 1967م .
3-  أحمد ذكى صالح: علم النفس التربوي – مكتبة النهضة المصرية – الطبعة العاشرة .
4-  صالح عبد العزيز: التربية الحديثة – القاهرة .
5-  عائشة صبري: أمال أحمد صادق : طرق تعليم الموسيقى – مكتبة الأنجلو المصرية . 1973
6-  عفاف عبد الحليم حلمي: أثر استخدام الوسائل التعليمية المطورة في تعليم التذوق الموسيقى في المرحلة الابتدائية – بحث دكتوراه غير منشور .
7-  فؤاد أبو حطب – أمال أحمد مختار صادق: علم النفس التربوي – مكتبة الأنجلو المصرية – 1977 .
8-  نبيلة ميخائيل: اثر الموسيقى في تخفيف الآم المرضى – رسالة ماجستير غير منشورة -  1973 .
9-  نفيسة حسن زغلول: دور الموسيقى في تربية الطفل – رسالة ماجستير- 1971 .

المراجع الأجنبية:

10-                    music and young  runoff, few. holt – rinehar-winston N.Y.1969. children
11-                    Kifer,m.l “ teaching music in Elementary school prentice H.1956

12-                 Smith C.T ”music and reason” London 1974

إرسال تعليق

0 تعليقات